التوظيف السياسي للإسلام في مرحلة سيطرة الاحتلال العثماني للبلاد العربية

تهدف الدراسة إلى توضيح الفروق البينة بين ما يهدف إليه الإسلام من تعزيز القيم وتأكيد وحدة المجتمع وتعزيز أواصره والروابط بين أعضائه، وبين ما يؤدي إليه التوظيف السياسي للدين كتعزيز أوجه التباين ومظاهر الفرقة والانقسام بين عناصر الجسد الواحد. وهو الأمر الذي يبرز واضحا على امتداد مراحل متعددة من تاريخ المجتمع العربي عموما، في تاريخ مدينة دمشق خلال فترة الحكم العثماني بشكل خاص. ويوضح ذلك بجلاء أن الخطر الذي أخذ يهدد بنيان الإسلام، ومجتمع المسلمين من فترة ليست قصيرة، إنما جاء من المسلمين أنفسهم، ومن خلا ل توظيفه للمصالح السياسية، على حساب المبادئ الكبرى التي قام أساسها، ومن خلال التطبيق غير الوعي لأحكامه.
ويتضمن البحث ستة محاور أساسية تتناول موضوعاته المختلفة، فيبحث المحور الأول في مفهوم النسق الديني وعملية التوظيف السياسي للدين، ويقدم عرضا لأبرز اجتهادات الباحثين في علم الاجتماع المعاصر، وخاصة الاجتهادات المتعلقة بدراسة النسق الاجتماعي، بإضافة إلا تحليل بنية النسق الديني في المجتمع الإسلامي ومكوناته الأساسية. ويقدم المحور الثاني تحليلا لمفهوم الدور وعلاقته بممارسة الفعل الاجتماعي، وخلال آراء أبرز علماء الاجتماع في هذا المجال، مثل (روبرت ميرتون)، و(تالكوت بارسونز) وغيرهما. ويعالج المحور الثالث جملة من المسائل المتعلقة بالتطور التاريخي لمدينة دمشق، والوظائف الأساسية لبنى المجتمعية فيها. كما يتناول المحور الرابع مجمعة من المؤشرات المتعلقة بالإدارة العثمانية للبلاد، ودورها في عملية التوظيف السياسي للبلاد للمشاعر البينية للحفاظ على السلطة، وتعزيز أواصر النظام السياسي، ويشرح المحور الثلث الخامس موقف السلطة العثمانية من مسائل الضبط الاجتماعي، والأمن الاجتماعي لدلل على اهتمام الدولة العثمانية كان ضعيفا في هذا المجال. أما المحور السادس والأخير فيحلل بعض مظاهر الوحدة والتنوع في مدينة دمشق مع بدايات عصر النهضة. وينتهي البحث بقائمة المراجع المعتمدة في الدراسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق