تهدف الدراسة إلى تحليل شكل استجابة
الأسرة لوسائل ترويج السلع تبعاً لما تنطوي عليه من معان تعزز مكانتها الاجتماعية
في سياق تواصلها مع الأسر الأخرى، والبيئة المحيطة، ذلك أن قيمة السلعة التي تقتنيها
الأسرة تكمن في الدلالات الاجتماعية التي تحملها، أكثر من كونها وسائل لتلبية
الحاجات وحسب.
ويتمثل الافتراض الأساسي للدراسة بأن
اختيار الأسرة لوسائل الترويج هو عملية اجتماعية بالدرجة الأولى، وليس عملية
تجارية، ذلك أن الأسرة تسعى من خلال اختيارها لهذه الوسيلة أو تلك إلى تحقيق أفضل
مستوى من التكيف الاجتماعي وتعزيز المكانة الاجتماعية بين الأقران والأقارب، وقد
تقدم على اقتناء سلع لا تحتاج إليها إلا لهذا الغرض. ولهذا السبب فإن
القيمة الاجتماعية للسلعة تفوق في كثير من الأحيان قيمتها الاستهلاكية أو
الاقتصادية، مما يجعل لوسائل الترويج أهمية كبيرة في دفع الأسر إلى اختيار هذه
الوسيلة أو تلك، أو تفضيل هذه السلعة على غيرها.
وتعتمد الدراسة في معالجتها
لطبيعة العلاقة بين مستويات المعيشة ووسائل
الترويج السائدة على تحليل (1700) عملية شراء تمت في الأسواق التجارية لمدينة دمشق
وقامت بها عينة بحثية مؤلفة من (1700) أسرة. وقد شملت الدراسة وصفاً
لآخر عملية شراء قامت بها الأسرة قبل تنفيذ الدراسة، وذلك خلال تشرين أول وتشرين
ثاني من عام 1999.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق